السبت، 3 أغسطس 2013

الحل الثوري والحل السياسي


ها قد وصلنا إلى نقطة اللاعودة , لا الثوار سيفرطون في ثورتهم ولا الإنقلابيون سيفرطون في رقابهم ولا الفاسدون ينوون الرضوخ لدولة القانون والعمل بها كمواطنين شرفاء وتعطيل مصالحهم وشبكات فسادهم .. الوضع الآن معقد للغاية , على الصعيد الخارجي فأن العالم بأكمله دول الإتحاد الأوروبي والإتحاد الأفريقي والآسيوي كلهم لا يعترفون بالإنقلاب العسكري في مصر ولا بحكومة الإنقلاب الغير شرعية وتندد بجرائم الإنقلاب عدا شرذمة قليلة من الدول منها إسرائيل وبعض دول الخليج التي أعتبرها مجرد مستعمرات أمريكية بلهاء وحتى الولايات المتحدة حتى الآن موقفها مرتبك من دعم الإنقلاب التي شاركت مخابراتها في التخطيط له , فأوباما والكثيرون من قيادات الحزب الديمقراطي خاصة يرون ان دعم الإنقلاب حالياً وهو بهذا الشكل الفاشل سيسبب خسارة فادحة للولايات المتحدة وربما تخرج مصر عن سيطرتها كحليف في الشرق الأوسط بعد ذلك .. وأما على الصعيد الداخلي فأن الإقتصاد المصري قد تدهور بشكل غير مسبوق جراء الإنقلاب العسكري , والشارع المصري محبط مما جرى بعد عنفوان ديمقراطي وآمال عريضة في ممارسة الديمقراطية والشعب معظمه الآن ضد الإنقلاب العسكري مهما حاول إعلام الإنقلاب ورجال الأعمال الفاسدين تصوير عكس ذلك , وأنا واضح فيهما قلت ان الشارع ليس أغلبه مؤيد لمرسي وإنما هو ضد الإنقلاب العسكري والعودة لحكم المؤسسة العسكرية من جديد وخاصة بعد المذابح والمجازر التي رأيناها جميع وإستشهاد أكثر من 400 مصري في أقل من شهر على الإنقلاب هذا بالإضافة إلى الآلاف من المعتقلين والمصابين , هذا غير علم الجميع بجرائم العسكر تحت قيادة المشير طنطاوي في ظل الفترة الإنتقالية الأولى بعد تنحي المخلوع مبارك .. أما بداخل الجيش المصري فالوضع عمّا قريب قد يخرج عن سيطرة قادة السيسي إذا إستمر الوضع على ما هو عليه , فما قد قام به السيسي من مجازر ثم دعوة المواطنين للحرب الأهلية في مصر هو قضاء علي تاريخ العسكرية المصرية .. أما عن "الحل الثوري" وهو التصعيد المتوقع وأذكره وأنا كنت لا أتمنى ألا نصل إلى تلك المرحلة وهو سيناريو سوريا , فماذا بعد تلك المجازر والمذابح التي يتعرض لها رافضو الإنقلاب العسكري كل يوم ؟ ماذا إن إزداد عنف العسكر ؟ ماذا إن حاولت الداخلية فض الإعتصامات بصورة وحشية مرة أخرى ؟ هل تعتقدون أن هناك تصعيد آخر لمن يقتلك بالسلاح غير من إعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثلما إعتدى عليكم ؟ حينها سينتفض المارد حاملاً سلاحه وتبدأ مرحلة الكفاح المسلح ضد الإنقلاب العسكري وسيتم التعامل مع الأمور بمسمياتها , فسيكون جيش السيسي إسمه ميليشيات مسلحة مثله مثل جيش بشار والسيسي مجرم الحرب إسمه قائد ميليشيا وليس فريق أو جنرال والمقبوض عليهم من جانب الثوار أسرى وليسوا معتقلين , حينها سينشق الجيش المصري وللعلم فإن انشقاق الجيش المصري أسهل بكثير جداً من الجيش السوري , فلمن لا يعلمون ان الجيش السوري هو جيش طائفي بإمتياز وغالبيته شيعة علويون ولذلك فإن إنشقاقهم للمحاربة بجانب كتائب أهل السنة من الثوار هو أمر غاية في الصعوبة عن الجيش المصري الذي كله مسلمون سنة مثلهم مثل الثوار الذين هم أهاليهم , فأنا وأنا اكتب هذا المقال أعلمكم بأن لي أقارب في الجيش والشرطة ليسوا بالقليلين أيضاً , قد تختلف مواقفهم وآرائهم السياسية ولكن تتفق مواقف أكثرهم في عدم قتل أهلهم والمشاركة في مذابح للشعب والثوار إن تم إجبراهم على ذلك .. وأنا أعلم ان انشقاق وحدات وكتائب من الجيش المصري ومحاصرة السيسي وقادة الأفرع في أشهر معدودة هو أمر محتمل حدوثه وليس بالخيالي ولا بالوهمي ولكني كنت أريد الحل الثوري أن يظل سلمياً وكنت لا أفضل ان تصل بلادنا إلى تلك المرحلة بسبب خيانة السيسي وقادته ولكن للأسف لا أرى تصعيداً للمجازر سيكون غير ذلك .. أما عن "الحل السياسي" فهو بإختصار يتمثل في التراجع بصورة مشرفة عن الإنقلاب من القادة كالآتي: إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة عزل الفريق أول عبد الفتاح السيسي والتحفظ عليه وعمل إستفتاء على عودة الرئيس مرسي وإكماله مدته أو عودته لمدة ثلاث أشهر فقط يتم فيها إنتخابات برلمانية تعقبها مباشرة إنتخابات رئاسية مبكرة وترك الأمر للشعب ليختار وتقوم القوات المسلحة بتأمين العملية الإنتخابية والديمقراطية وتعود إلى ثكناتها من جديد .. فأرى أننا أمام  حلان إثنان لا ثالث لهما فأما الثوري وأما السياسي الذي هو الآن في يد القوات المسلحة الذي يمكنها أن تستخدمه قبل أن يأتي وقت لن ينفع فيه الندم , وليقضي الله أمراً كان مفعولا


م.أحمد صلاح 
4 - 8 - 2013