الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

لماذا يرفض مجتمعنا التغيير ؟!



من أجل تحقيق التغيير الحقيقى لبلدنا لابد لنا من معرفة عيوبنا و اصلاحها , فلن نستطيع ابداً فرض التغيير من الأعلى بدون ان يكون المجتمع متقبلاً للتغيير من ادنى طبقاته و مستعداً للتقدم بنفسه .. 
هذه محاولة بسيطة لسرد بعض عيوب شعبنا المصرى العظيم من اجل محاولة القضاء على تلك العيوب و تأهيل مجتمعنا للتغيير الحقيقى:


1- تفاخرنا الدائم بأننا اذكى شعب فى العالم .
في مصر نسبة الأمية 34 % وحوالي 50 % تعليم متوسط نادر لو لقيت واحد بيكتب عربي كويس ,, وعندنا تعليم عالي غير معترف به في أي دولة متقدمة.. 
هذا غير المستوى الثقافى و الفكر الاجتماعى لأصحاب المؤهلات العليا , فأنا استعجب كثيراً حين اتحدث الى مهندس او طبيب او محامى فأجد ثقافته و كلامه فى منتهى السطحية غير وجود مصطلحات طبقة الجهلاء و البسطاء على لسان بعض اصحاب المؤهلات العليا فى حديثهم عن البلد و المعيشة و احوال المجتمع .
علماء إسرائيليين يفوزون بجائزة «نوبل» للكيمياء ..
طبعا كسبوها علشان اسرائيلين و أعداء و صهاينة .. الكلمة دي هتريحك وهتخليك مرتاح ولا تحس بخجل ولا حاجة وييجي واحد ذكي يقولك ايه جائزة نوبل ولا حاجة سيدى كمل نوم :) 
فين البحث العلمى ؟ فين نسبة التعليم ؟ فين الالتزام و التفانى فى العمل ؟ فين ثقافة المؤهلات العليا؟
كل دى حاجات تخلينا نفكر شوية قبل ما نقول اننا اذكى شعب فى العالم , لأن على قد ماطلع مننا علماء فى بلاد تانية تعتبر بلاد غير صديقة بالمرة طلع منها علماء اكتر من علمائنا بكتير ..


2- السلبية المنتشرة بين الناس .  
( واحنا مالنا , يعني احنا الي هنغير الكون) جملة بتسمعها كتير كل ما تكون ناوى على التغيير سواء محاولات ازاحة الفساد او محاولات تنمية البلد , و هما دول أغلبية الشعب للأسف مصاب " بالسلبية المفرطة " و اللى بيسميهم النشطاء "حزب الكنبة" , لأنهم مش مع التغيير و مش ضده , لما يعجبهم التغيير يقعدوا فى البيت يشجعوا اللى بيقوم بالتغيير و الثورة لازاحة الفساد ,و لما يستعطفهم الفاسدين بخطاباتهم المعسولة " تفيض اعينهم من الدمع " و يميلون للجانب الخاطئ  , و برضه لما يضحك عليهم الفاسدين بأن التغيير مستحيل لأنه هيوقف حال البلد و هيوقف عجلة انتاجنا العظيمة :) يقولوا " حرام عليكم , كفاية , خربتوا البلد , عجلة الانتاج وقفت " و هما مش مدركين ايه اللى بيقولوه و مش عارفين ان ماعندناش حاجة اسمها عجلة انتاج بتدور اصلاً :) و حتى لو عندنا فأن الانتاج مع الفساد يساوى لا شئ , لأن الفساد بيهدم اى انتاج البلد تقوم به..


3- عدم اتقان العمل و غياب الضمير و التواكل فى العمل ومحاولة البحث عن المكسب السريع بدون مجهود . 
ده على الأقل بيحصل فى كل الهيئات والمصالح الحكومية و شعارهم عموما طالما ان المال مش مالك يبقى عُك وليث و كله يبقى كويس..


4- عدم الالتزام بالمواعيد . 
 عيب قاتل وفظيع اغلب المصريين لا يلتزم بالمواعيد يعنى ممكن تواعد واحد على الساعة 9:00 صباحاً يجيلك الساعة 12:00 ظهراً , وعادى جدا ولو عاتبته ممكن يقولك اى عذر ممكن يكون وهمى او غير محدد .لكن بص كدة على شعوب البلاد المتقدمة مش ممكن يحصل , ولو حصل كدة و كان فى ظروف حقيقية أخرت المعاد يبقى خلاص المعاد اتلغى وابقى حدد معاد غيره او ممكن يتوقف التعامل معاك اصلاً ده لو كان شغل طبعاً..


5- الخنوع و الاستسلام للسلطة و نفاق من فى السلطة مع العلم بفساده .
طبعاً ده كان قبل ثورة 25 يناير العظيمة بداية التغيير الحقيقى للشعب المصرى و نأمل الى يعود شعبنا الى تلك الصفة مرة أخرى , قد ينافق الفرد جماعة لايستطيع مواجهتها , وقد تنافق جماعة مجتمعها الذى لاتستطيع مواجهته هذا موجود فى جميع امم الارض . ولكن لايوجد فى العالم كله شعبا باكمله ينافق فرداً الا فى مصر، فكان رجال الأعمال فاسدهم و صالحهم واجب عليه منافقة الفرعون مبارك و تأييده مهما كان علم الجميع بفساده و قديماً ايضاً كان الشعب الذى احتله العسكر خاضعاً و منافقاً بالكامل للديكتاتورعبد الناصر طوال فترة حكمه وايضا بعد مماته ارضائاً للمؤسسة العسكرية الفاسدة التى لطالما يخشى الشعب دوماً مواجهتها و يخضع و ينافق و يستسلم امامها.. 


6- عدم الترابط و التعاون فى الغربة و السفر . 
فى الغربة لا تجد المصريين كيانا واحدا ... بل على العكس تجد كثير من المصريين بيضرب و بيخون فى اخوه المصرى فى اى بلد اجنبى او عربى حتى ينال هو المكان الأكبر و الأكثر حظاً فى الوظيفة ... فى الوقت اللى تلاقى فيه عدة شعوب متماسكة و مترابطة جداً فى الغربة و كلهم بيعتبروا بعضهم اخوة يجب عليهم مراعاة بعض و الاهتمام بشئون بعض .. اذكر من تلك الشعوب جيداً شعب السودان الشقيق..


7-   خلط العواطف بالعمل .
من الطبيعى جدا أن الشغل شغل ..لكن لما ييجى موظف زميلك يقصر فى عمله فتوجه له التوبيخ اللزم أو تتخذ الإجراء المناسب لضمان عدم تكرار ذلك التقصير منه .. فالطبيعى بعد ذلك أن تعود الحياة لطبيعتها .. على الأقل خارج المكتب .. لكن وطبعا للأسف .. يوجد ما يسمى "القمص" والزعل .. وخلط العمل بالعلاقات الشخصية ..
أو لمجرد أن هناك صداقة بين رئيس ومرؤوس .. فتجد ذلك المرؤوس - واعتمادا على تلك الصداقة - دائما منتظرا لمحاباة أو تغاضى من رئيسه ..ينقصنا أن نفهم ونعمل طبقا لمقولة "الشغل شغل"..


8- الميول للتفرقة المذهبية الشديدة دينياً و سياسياً و اجتماعياً حتى و لو بدون وعى . 
يعنى تلاقى مواطن من طبقة البسطاء و الأميين يقول لك انا اشتراكى و انا ليبرالى و انا سلفى و انا شيوعى و انا مذهبى السياسى كذا و كذا , و تيجى تسأله يعنى ايه بقى معنى كلامك ده ؟ .. تلاقيه مش عارف يرد  لأن ثقافته مافيش خالص و عمره ما قرأ كتاب سياسى ولا بحث فى اصول المذاهب السياسية و تطورها , هو بس بيكون معجب بكلام واحد مثقف او شخصية عامة بيتبع مذهب سياسى معين , فهو بالمرة بيقول و انا كمان زيه  و ماحدش احسن من حد.. 


9- جُبن أغلبية المثقفين و النخبة السياسية و المثقفة علمياً و سياسياً .
 بصراحة انا ملاحظ جداً أن النخبة المثقفة المصرية مشرذمة وضعيفة وعاجزة و عمرها ماقدرت تفرز من بين أفرادها قيادة فاعلة يتعرف إليها المواطنين البسطاء ويتابعوا نضالها.. المصريين دلوقتى "لا نخبة تقودهم ولا قائدا يتقدمهم" لا في حلم ولا في حركة ولا في أي شيء..لكن هذا العيب على كل حال افضل عندى الف مرة من ان يستسلم الشعب المصرى لديكتاتور يقوده..


10- عدم الأعتراف بكل العيوب السابقة و الأصرار على العيش بكل تلك العيوب التى قد تعوق اى محاولة للتغيير فى البلد .   
لازم كلنا نقبل الاعتراف بعيوبنا و بأخطائنا و نتعلم ازاى نتكلم ونواجه عيوبنا علشان نصلحها و نصلح بلدنا بلاش حكاية "اننا نتعود على ألامنا وخلاص" و ان "احنا اذكى شعب" لأن الكلام ده هو اللى عمره ما هيخلينا دولة متقدمة فى حياتنا , مش هنتقدم و هنصنع تغيير حقيقى فى بلدنا غير لما نواجه كلنا عيوب الشعب و نحاول بكل ما فى وسعنا اننا نقضى على كل العيوب دى ..


أحمد صلاح






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق