الخميس، 22 سبتمبر 2011

ثورات الأرض الطيبة مصر .. قبل ثورة 25 يناير المجيدة

مرت على مصر سنين وسنين ومقاليد الحكم فيها تنتقل من فرعون الى فرعون، 

ومن ملك الى آخر، ومن حاكم الى حاكم اخر . 
وتألب على ارضها الطيبة والغزاة والفاتحون، فكانت توالى الصالحين من الحكام وتخاصم الطالحين، 

وكانت تسكن احيانا امام عواصف الغزو والفتح، ثم تعمل لكرد الفاتحين الغزاة او صهرهم فى بوتقتها 

فتذوب عناصرها فى عناصرها.

نعم: لم تكن مصر مسالمة بل كانت صبوره صبرت، ثم نفذ صبرها فثارت، 

ثم هدأت وعادت تصبر حتى نفذ الصبر مرة أخرى فثارت،

وهكذا ظلت تنتقل من مرحلة صبر الى مرحلة ثورة، 

حتى كانت ثورتها الأخيرة 25 يناير 2011  ..



*ثورات مصر قديما ::

ان اول حركة قومية يمكن ان توصف بأنها" ثورة" هى تلك الحركة التى تزعمها ثلاثى فراعنة الاسرة

السابعة عشرة، والتى كان هدفها طرد الرعاة او "الهكسوس " من مصر، بعد أن حكموها حوالى قرن 

ونصف او قرنين, وبدأت حرب الاستقلال الأولى هذه حتى سنة 1580 ق.م، فانتهت بافناء فريق من 

الهكسوس وطرد فلولهم الباقية على يد الفرعون " احمس" الذى انشأ الاسرة الثامنة عشرة , 
وهكذا كللت بالنجاح التام والنصر المبين اول ثورة نشبت فى مصرعلى الغريب الغاصب... 

وفى عهد الأسرة العشرين، غزت القبائل القادمة من الشرق، والقبائل حليفتها القادمة من الغرب، 
أرض الدلتا واستقرت فيها مدة من الزمن ولكن السكان ثاروا عليهم، وتم اجلاؤها عن مصر الى 
الشرق والى الغرب، فى اواخر القرن الثانى عشر قبل الميلاد، وكانت هذه الثورة الثانية صورة 
مصغرة للثورة الأولى على الهكسوس.
وحدث فى القرنين السابع والسادس قبل الميلاد، ان انقلبت مصر مسرحا لحوادث لم يذكر 
التاريخ مثيلاً لها فى بلد آخر : فقد غزا الاثيوبيون الوجه القبلى وغزا الاشوريين الوجه البحرى
وجعل هؤلاء واولئك يتقاتلون على ارض مصر 
و وقف الشعب المصرى يتفرج عليهم حتى ضعف الفريقان، 
فانقض المصريون على الاثيوبيين وعلى الاشوريين معا، وطردوهم من بلادهم، 
وعادت لمصر سيادتها فى عهد ابسماتيك الأول " 650-610 قبل الميلاد".


وتدفقت بعد ذلك جحافل الفرس على مصر فاحتلتها وضمها قمبيز الى امبراطوريته سنة 525 قبل الميلاد و ظلت مصر خاضعة لحكم الفرس حتى سنة 331 اى نحو مائتى سنة , و سمى المصريون القدماء عهد الحكم الفارسى "عهد الويلات" ..

وعمدوا الى الثورة اكثر من مرة لخلع ذلك العدو الثقيل، 

وتحالفت معهم الشعوب المجاورة التى غزاها الفرس او ارهقوها، كالليبيين والفينيقيين والأغريق 

وغيرهم وتم النصر للمصريين فى النهاية فطردوا الفرس ووحدوا دولتهم… نتيجة لثوارتهم المتواصلة!


وعندما تم استيلاء محمد على الضابط فى الجيش العثمانى على السلطة فى مصر، 
وحصوله على فرمان التولية من السلطان، غير نتيجة لثورة المصرييين على الترك؟ 
فقد حاصروا الوالى التركى، ورفضوا الخضوع له، وانذروا الباب العالى بأنهم لن يرضوا بغير 

رجل واحد ليحكم فى القاهرةوهو الذى اختاروه بملئ ارادتهم ذلك الرجل هو مؤسس الأسرة العظيمة التى جلست على مصر طوال قرن و نصف .. 



اما الثورة التى كانت عواقبها خطيرة ..

هى ثورة احمد عرابى والجيش المصرى، سنة 1881 و1882

وسبب هذه الثورة ايضا ايثار العناصر غير المصرية على العنصر المصرى فى سلك الجندية 

وفى سلك الادارة على السواء ومما يثير الدهشة ان المصريين الذين ثارواعلى الترك ليأتوا بتركى يرضونه و هو 
محمد على، ثاروا ايضاً على حفيده توفيق لأنه كان يفضل عليهم الترك وغيرهم فيخصهم 
بالوظائف والمناصب والرتب والعطايا .. 
ولكن هذا الانقلاب على الخديوى بقيادة عرابى كان نتيجته الفشل الذريع لانه لم يقم على أى اساس من التنظيم ..

الثورات على الفرنسين ::
عندما اقبل الجنرال بونابرت على رأس الحملة الفرنسية سنة 1798 وقد دام احتلال الفرنسيين ثلاثة اعوام ثار خلالها المصريون بضع مرات ..
كانت أشد منها خطرا كانت ثورة 1800 فى عهد الجنرال كليبر. ولمعت فى ثورات مصر على الفرنسيين 
اسماء عظيمة مثل عمر مكرم، ومحمد كريم، والسيد المحروقى، وجرجس الجوهرى والحاج مصطفى البشتيلى 
وغيرهم من قادة الشعب وانقض الثائر سليمان الحلبى على كبير الفرنسيين الجنرال كليبر وقتله. 


و جاء الاستعمار البريطانى لمصر و ارتفعت بعده اصوات المصريين فى البدء بالاستنكار والاحتجاج وقد هبت مصر بقيادة مصطفى كامل للمطالبة بحريتها ولفت انظار العالم الى فظائع الاستعمار البريطانى وشاء القدر ان لا يعيش مصطفى ليواصل جهاده فتنقلب حركته الاستقلالية الى ثورة جامحة، فمات فى سنة 1909 فى الرابعة والثلاثين من العمر! 

ولكن الثورة ظلت كامنة فى النفوس حتى اقبلت سنة 1919، فانطلقت من عقالها ..



*ثورة 1919 ::



ثورة 1919 هي ثورة حدثت في مصر بقيادة سعد زغلول زعيم الحركة الوطنية المصرية. 

جائت هذه الثورة في ظل المعاملة القاسية التي كانت بحق المصريين من قبل البريطانيين، 
والأحكام العرفية التي أصدرت بحق المصريين بالإضافة إلى رغبة المصرين بالحصول على الاستقلال. 

أتت هذه الثورة نتيجة مطالبة سعد زغلول بالسماح للوفد المصري بالمشاركه في مؤتمر الصلح في 

باريس، وعندما رفضت بريطانيا هذه المشاركة واصرار سعد زغلول عليها اضطرت إلى نفيه هو ومحمد 

محمود وحمد الباسل وإسماعيل صدقى إلى مالطة، فانفجرت الثوره في كل مكان في مصر واشتركت فيها عديد المصريين. وكانت أول ثورة تشترك فيها النساء في مصر، بقيادة صفية زغلول مطالبين بالإفراج عن سعد زغلول، فاضطرت السلطات البريطانية إلى الرضوخ للمطلب الشعبي وأفرجت عن سعد زغلول.
هذه الثورة أعطت للبريطانيين الضوء الأحمر والتي جعلت البريطانين يقومون بإلغاء الأحكام العرفية، ووعد المصريين بالحصول على الاستقلال بعد ثلاث سنوات مقابل إبقاء قوات بريطانية في مصر.

* مقدمات الثورة ::
 في ظل المعاملة القاسية التي عاناها المصريون من قبل البريطانيين والاحكام العرفية التي أصدرت بحق المصريين، ورغبة المصريين بالحصول على الاستقلال، قامت ثورة 1919 م والتي تعتبر أول ثورة شعبية في أفريقيا وفي الشرق الأوسط، تبعتها الهند وثورة العراق والمغرب وليبيا.
اما عن لماذا قامت الثورة ؟ فقد لاقت الجماهير الفقيرة ظلم واستغلال خلال أربع سنوات هي عمر 
الحرب العالمية الأولي، ففي الريف كانت تصادَر ممتلكات الفلاحين من ماشية ومحصول لأجل 
المساهمة في تكاليف الحرب، كما حرصت السلطات العسكرية على إجبار الفلاحين على زراعة 
المحاصيل التي تتناسب مع متطلبات الحرب، وبيعها بأسعار قليلة. وتم تجنيد مئات الآلاف من الفلاحين 
بشكل قسري للمشاركة في الحرب فيما سمي بـ "فرقة العمل المصرية" التي استخدمت في ا
لأعمال المعاونة وراء خطوط القتال في سيناء وفلسطين والعراق وفرنسا وبلجيكا وغيرها. نقصت
السلع الأساسية بشكل حاد، وتدهورت الأوضاع المعيشية لكل من سكان الريف والمدن،
وشهدت مدينتي القاهرة والأسكندرية مظاهرات للعاطلين ومواكب للجائعين تطورت أحيانا إلى 
ممارسات عنيفة تمثلت في النهب والتخريب. ولم تفلح إجراءات الحكومة لمواجهة الغلاء، 
مثل توزيع كميات من الخبز على سكان المدن أو محاولة ترحيل العمال العاطلين إلى قراهم،
في التخفيف من حدة الأزمة، كذلك تعرض العمال ونقاباتهم لهجوم بسبب إعلان الأحكام العرفية
وإصدار القوانين التي تحرم التجمهر والإضراب.

** اعتقال سعد زغول ::
خطرت للزعيم سعد زغلول فكرة تأليف الوفد المصري للدفاع عن قضية مصر سنة 1918م 
حيث دعا أصحابه إلى مسجد وصيف (في قصر سعد زغلول بجوار جسر النيل) عابرين كوبري خشبي 
يعتبر سري في تلك الفترة وقد دمر هذا الكوبري فيما بعد لمنع الوصول إلى قصر سعد باشا زغلول 
وهذا الكوبري قد اعيد الآن باسم كوبري صفية نسبة إلى ام المصريين صفيه هانم زغلول للتحدث فيما 
كان ينبغي عمله للبحث في المسألة المصرية بعد الهدنة "بعد الحرب العالمية الأولى" عام 1918، 
وتم تشكل الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول ومصطفى النحاس ومكرم عبيد وعبد العزيز فهمي 
وعلي شعراوي وأحمد لطفي السيد وآخرين.. وأطلقوا على أنفسهم "الوفد المصري".
وقام الوفد بجمع توقيعات من أصحاب الشأن وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية وجاء في الصيغة: 
"نحن الموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات: سعد زغلول و في أن يسعوا بالطرق السلمية 
المشروعة حيثما وجدوا للسعي سبيلاً في استقلال مصر تطبيقاً لمبادئ الحرية والعدل التي
تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى"، ثم اعتقل سعد زغلول ونفي إلى جزيرة مالطة بالبحر المتوسط 
هو ومجموعة من رفاقه في 8 مارس 1919م فانفجرت ثورة 1919م.

*أحداث الثورة ::

في اليوم التالي لاعتقال الزعيم الوطني المصري سعد زغلول وأعضاء الوفد، 

أشعل طلبة الجامعة في القاهرة شرارة التظاهرات. 

وفي غضون يومين، امتد نطاق الاحتجاجات ليشمل جميع الطلبة بما فيهم طلبة الأزهر .
وبعد أيام قليلة كانت الثورة قد اندلعت في جميع الأنحاء من قرى ومدن.

ففي القاهرة قام عمال الترام بإضراب مطالبين بزيادة الأجور وتخفيض ساعات العمل وغيرها،
وتم شل حركة الترام شللا كاملا، تلا ذلك إضراب عمال السكك الحديدية،

والذي جاء عقب قيام السلطات البريطانية بإلحاق بعض الجنود للتدريب بورش العنابر في بولاق 
للحلول محل العمال المصريين في حالة إضرابهم، مما عجّل بقرار العمال بالمشاركة في الأحداث.
ولم يكتف هؤلاء بإعلان الإضراب، بل قاموا بإتلاف محولات حركة القطارات وابتكروا عملية قطع خطوط 
السكك الحديدية – التي أخذها عنهم الفلاحون وأصبحت أهم أسلحة الثورة.
وأضرب سائقو التاكسي وعمال البريد والكهرباء والجمارك، تلا ذلك إضراب عمال المطابع وعمال 
الفنارات والورش الحكومية ومصلحة الجمارك بالإسكندرية.
ولم تتوقف احتجاجات المدن على التظاهرات وإضرابات العمال، 
بل قام السكان في الأحياء الفقيرة بحفر الخنادق لمواجهة القوات البريطانية وقوات الشرطة، 
وقامت الجماهير بالاعتداء على بعض المحلات التجارية وممتلكات الأجانب وتدمير مركبات الترام.
في حين قامت جماعات الفلاحين بقطع خطوط السكك الحديدية في قرى ومدن الوجهين القبلي 
والبحري، ومهاجمة أقسام البوليس في المدن. ففي منيا القمح أغار الفلاحون من القرى المجاورة
على مركز الشرطة وأطلقوا سراح المعتقلين، وفي دمنهور قام الأهالي بالتظاهر وضرب رئيس 
المدينة بالأحذية وكادوا يقتلونه عندما وجه لهم الإهانات.
وفي الفيوم هاجم البدو القوات البريطاينة وقوات الشرطة عندما اعتدت هذه القوات على المتظاهرين. 
وفي اسيوط قام الأهالي بالهجوم على قسم البوليس والاستيلاء على السلاح، ولم يفلح قصف المدينة 

بطائراتين في إجبارهم على التراجع، أما في قرية دير مواس محافظة المنيا, هاجم الفلاحون قطارا

للجنود الإنجليز ودارت معارك طاحنة بين الجانبين.

وعندما أرسل الإنجليز سفينة مسلحة إلى أسيوط، هبط مئات الفلاحين إلى النيل مسلحين بالبنادق 
القديمة للاستيلاء على السفينة. وعلي الجانب الأخر كان رد فعل القوات البريطانية من أفظع أعمال 
العنف الذي لاقاه المصريون في التاريخ الحديث، فمنذ الايام الأولى كانت القوات البريطانية 
هي أول من أوقع الشهداء بين صفوف الطلبة أثناء المظاهرات السلمية في بداية الثورة.
وعقب انتشار قطع خطوط السكك الحديد، اصدرت السلطات بيانات تهدد بإعدام كل من يساهم في ذلك، وبحرق القرى المجاورة للخطوط التي يتم قطعها. وتم تشكيل العديد من المحاكم العسكرية لمحاكمة المشاركين في الثورة. ولم تتردد قوات الأمن في حصد الأرواح بشكل لم يختلف أحيانا عن المذابح، 
كما حدث في الفيوم عندما تم قتل أربعمائة من البدو في يوم واحد على أيدي القوات البريطانية وقوات 
الشرطة المصرية. ولم تتردد القوات البريطانية في تنفيذ تهديداتها ضد القرى، كما حدث في قرى العزيزية والبدرشين والشباك وغيرها، حيث أُحرقت هذه القرى ونُهبت ممتلكات الفلاحين، وتم قتل وجلد الفلاحين واغتصاب عدد من النساء.









* نهاية الثورة ::



اضطرت إنجلترا الي عزل الحاكم البريطاني وافرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا 

من المنفي إلي مصر. وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلي مؤتمر 
الصلح في باريس ، ليعرض عليه قضية استقلال مصر.

لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري فعاد المصريون إلي الثورة وازداد 
حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقي الإنجليز القبض علي سعد زغلول مرة أخرى،

ونفوه مرة أخرى إلي جزيرة سيشل في المحيط الهندي (سيلان حاليا)، فازدادت الثورة اشتعالا،
وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت.













* نتائج الثورة ::

اضطرت انجلترا بسبب اشتعال الثورة إعطاء مصر بعض حقوقها فكان

-اصدار تصريح 28فبراير 1922 الذي نص على
(أ) الغاء الحماية البريطانية عن مصر
(ب) اعلان مصر دولة مستقلة
-صدور أول دستور مصري سنة 1923
-تشكيل أول وزارة برئاسة سعد زغلول 1924 (الذي افرج عن المسجونين السياسين)
ولكن لم تترك انجلترا مصر بعد هذا التصريح ولكن تمركزت عند قناة السويس ورحل اخر جندى
انجليزى عن ارض مصر في عام 1956
وكان شعار ثورة 1919 هو الهلال والصليب و تعتبر انجح ثورة مصرية شعبية قبل ثورة 25 يوليو المجيدة ..  

*انقلاب يوليو1952 ( ثورة 23 يوليو العسكرية ) ::
ثورة يوليو انقلاب عسكري قام به ضباط جيش مصريون ضد الحكم الملكي في 23 يوليو 1952 

في 23 يوليو 1952 قام التنظيم بانقلاب مسلح نجح في السيطرة على الأمور والسيطرة على 

وعرف في البداية بالحركة المباركة ثم اطلق عليها البعض فيما بعد لفظ ثورة 23 يوليو.
و قد سيطر العسكر على المرافق الحيوية في البلاد وأذاع البيان الأول للثورة بصوت أنور السادات وأجبرت الحركة على 
الملك التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952.
وشكل مجلس وصاية على العرش ولكن إدارة الامور كانت في يد مجلس قيادة الثورة المشكل
من 13 ضابط برئاسة محمد نجيب كانوا هم قيادة تنظيم الضباط الأحرار ثم الغيت الملكية وأعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953 و قد تسبب الانقلاب العسكرى الذى حدث فى يوليو 1952 ان حكم العسكر مصر و افسدوا فيها الحياة السياسية طوال 60 عاماً.

أحمد صلاح 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق