الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

من روائع الشعر الاندلسى .. اليكـَ المُشتَكى


أيها الساقي إليك المشتكى قد دعوناك وإن لم تسمع



ونديم همت في غرته

ويشرب الراح من راحته

كلما أستيقظ من سكرته

جذب الكأس إليه وأتكى وسقاني أربعا في أربع


ما لعيني عشيت بالنظر

أنكرت بعدك ضوء القمر

وإذا ما شئت فاسمع خبري

عشيت عيناي من طول البكا وبكى بعضي على بعضي معي


غصن بان مال من حيث ألتوى

بات من يهواه من فرط الجوى

خفق الأحشاء مرهون القوى

كلما فكر في البين بكى ويحه يبكى لما لم يقع





















ليس لي صبر ولا لي جلد

يا لقومي عذلوا وأجتهدوا

أنكروا شكواي مما أجد

مثل حالي حقه أن يشتكي كمد اليأس وذل الطمع




كبد حري ودمه يكف

يذرف الدمع ولا ينذرف

ايها المعرض عما أصف

قد نما حبي بقلبي وزكا لا تقل في الحب أني مدعي



عندما لاح لعيني المتكا ذبت شوقا للذي كن معي

ايها البيت العتيق المشرف

جاءك العبد الضعيف المسرف

عيناه بالدمع دوما تذرف

فرية منه و مكر فالبكا ليس محمودا اذا لم ينفع

 


كلما عدَّدت فيـه قـال لـي


 ليس هذا فيَّ بل فـي ايلـي


سأرى حكم قُليـبٍ قـد بلـى

بهواهـا مستغيثـاً قـد شكـا وأنا أعلـم شكـوى الجـزع


















أشرقت شمسٌ له ما شرقـت

 فرأيناهـا بهـا إذ أشـرقـت


أرعدت سحبٌ لها ما أبرقـت

فعلمنـا أنـه حيـن بـكـى ما بكـى إلا لأمـر موجـع


















مرّ بي  في ليلـة ليـس لهـا

آخـرٌ والصَّبـحُ قـد جللهـا

والـذي حرَّمـهـا حللـهـا

وانتدى يطلبُ و صلَّى واتكى ومضى إذ  مضى لم يرجـع
























ِايها الساقي اسقني لا تاتل


فلقد اتعب فكري عذلي

و لقد انشده ما قيل لي

ايها الساقي اليك المشتكي ضاعت الشكوي اذا لم تنفع.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق