الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

تاريخ الإخوان فى البرلمان

بالرغم من انى لست فرداً فى تلك الجماعة ولا فى اى جماعة أخرى لكننى عزمت على قول كلمة الحق تجاه جماعة الاخوان .. تلك الجماعة التى ناضلت فى البرلمان المصرى كثيراً و عانت الكثير من ظلم الانظمة الفاسدة لها و من اضطهاد كلا من المتطرفين و العلمانيين لها بالرغم من اعتدال منهجهم و نضالهم فى سبيل اعلاء شأن الاسلام فى الدولة .

المشاركة الأولى..أول محاولة للاخوان عام 1938م :

لم تسمح الجماعة إلا للإمام "البنَّا" فقط بخوض الانتخابات في دائرة الإسماعيلية، وقد شهدت هذه الانتخابات أول ضغط ظاهر للمحتل الإنجليزي على الحكومة المصرية بهدف منع "البنَّا" من خوض الانتخابات وهو ما حدث بالفعل، إلا أن (الإخوان) لم يخرجوا من الانتخابات دون مكاسب؛ بل حققوا مكاسب هامة، كان أبرزها اعتراف حزب الأغلبية الوفد وزعيمه بوجود الإخوان، كما حصل الإخوان على مكاسب أخرى استفادت منها مصر، وكان من أهمها إغلاق بيوت الدعارة الرسمية، وهو الطلب الذي طالب به الإمام "البنَّا" من حكومة "النحاس" باشا مقابل تنازله عن الترشيح، إضافةً للسماح بوجود جريدة يومية لـ(الإخوان المسلمون).






المشاركة الثانية..في عام 1941م :

في عام 1941م، اتخذ المؤتمر العام السادس للجماعة قرارًا هو الأول من نوعه في تاريخها بأن يشترك (الإخوان) في الانتخابات النيابية التي ستجري عام 1942م .. وبالفعل خاض الإمام "حسن البنَّا" الانتخابات النيابية مرةً أخرى حيث رشح نفسه للمرة الثانية في دائرة الإسماعيلية، ومعه عدد من رموز وقيادات الإخوان الذين ترشحوا في عدد آخر من الدوائر ، وقد فشلت كل الضغوط التي مارسها الإنجليز على الحكومة المصرية ومارستها الحكومة على الجماعة لسحب "البنَّا" ترشيحه، إلا أن قرار الجماعة هذه المرة كان بالرفض، وأصرَّ على خوض الإخوان للانتخابات مهما تكن النتائج، وبالفعل مارس الإنجليز كل وسائل الضغط والتزوير حتى انتهت الانتخابات بخسارة الإمام "البنَّا" ومن معه من الإخوان.


 المشاركة الثالثة.. في انتخابات 1976-1979 م :

كانت المشاركة الثالثة للإخوان المسلمون في الانتخابات البرلمانية بشكل فردي في انتخابات 1976م، و1979م، وقد نجح في الأولى الشيخ "صلاح أبوإسماعيل" وفي الثانية نجح أيضًا الشيخ "صلاح أبوإسماعيل" ومعه الحاج "حسن الجمل".
وتأتي أهمية هذه المشاركة حتى لو كانت بشكل فردي في أنها كانت بمثابة إعلان ميلاد الجماعة والحركة الإسلامية بشكل عام من جديد بعدما لقيته الحركة الإسلامية، وفي القلب منها جماعة الإخوان، من تعذيب واضطهاد وتشريد على يد النظام الناصري؛ سواء في 1954م و1965م، ومن ناحية أخرى كانت انتخابات 1976م و1979م أول انتخابات حقيقية تشهدها مصر بعد ثورة 1952م، كما أنها تعد النتاج الأول للتعددية السياسية والحزبية بمصر التي أقرها الرئيس "أنور السادات"..
وقد كان للشيخ "أبو إسماعيل" والحاج "الجمل" دور كبير خلال مشاركتهما في مجلسي 1976م، و1979م، ويُنسب لهما أهم إنجاز سياسي ودستوري للحركة الإسلامية في هذا العصر، وهو جعل الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع عام 1979م.



المشاركة الرابعة .. في عام 1984م :

في عام 1984م كانت أول مشاركة رسمية لجماعة الإخوان في الانتخابات البرلمانية بعد الثورة؛ حيث تحالف الإخوان مع حزب الوفد، ودخل 6 أعضاء من الإخوان البرلمان وهو ما يجعل عام 1984م من العلامات البارزة في تاريخ العمل السياسي للإخوان..
وقد كان التحالف نتيجة لاتفاقٍ بين "عمر التلمساني"- المرشد الثالث للإخوان- و"فؤاد سراج الدين" باشا- زعيم حزب الوفد، وكانت لفترة السجن التي قضاها "عمر التلمساني" مع "فؤاد باشا سراج الدين" في أحداث سبتمبر1981م تأثيرًا مشتركًا في هذا التقارب بين قوتين، كثيرًا ما كانا في خلافٍ قبل ثورة يوليو 1952م، وكل منهما يمثل اتجاهًا مختلفًا فالإخوان جماعة إسلامية، أما الوفد فهو حزب ليبرالي أصيل، إلا أن ما وضعته السلطة من قيود كان كفيلاً في أن يقبل كل من الطرفين هذا التحالف و قد اشترطت الحكومة حصولها على نسبة 8% على مستوى دوائر مصر للفوز بمقاعدها بالبرلمان..
ودارت المعركة الانتخابية، ولم يفز من أحزاب المعارضة سوى قائمة تحالف (الوفد- الإخوان)
ولم يعمِّر مجلس 84 كثيرًا لعدم دستورية قانون الانتخابات التي أُجريت به الانتخابات، وهو قانون القائمة المطلقة، وتمَّ حل المجلس بداية 1987م.



المشاركة الخامسة .. فى عام 1987م :

جاءت انتخابات 1987م لتكون الإعلان الأوضح والأقوى لوجود (الإخوان المسلمون) في الساحة السياسية لعدة أسباب، لعل أبرزها وأهمها على الإطلاق هو الإعلان عن ميلاد شعار (الإسلام هو الحل)، الذي رفعه التحالف الإسلامي، والذي ضمَّ- بجانب جماعة (الإخوان المسلمون)- حزبي العمل والأحرار، وهو التحالف الذي أثمر عن 56 مقعدًا، وفاز الإخوان من خلال "التحالف الإسلامي" مع حزبي العمل والأحرار بنسبة 17.4% من أصوات الناخبين ليحصلوا على مليون و163 ألفا و525 صوتًا من أصل أصوات سبعة ملايين ناخب، وفاز للإخوان 37 نائبًا (حوالي 8.5% من مقاعد البرلمان)- وذلك لأول مرة في مصر- من أصل 454 نائبًا برلمانيًا (444 بالانتخاب وعشرة بالتعيين).
وتقدم ترتيب الجماعة بذلك لتحتل الترتيب الثاني بعد الحزب الحاكم (69% من الأصوات) من حيث عدد الأصوات والمقاعد التي فازت بها، وبـ 37 مقعدًا، احتل الإخوان المرتبة الأولى في صفوف المعارضة المصرية و هو شئ مشرف جداً للجماعة و أحد أهم الاسباب التى دفعتنى للدفاع عنهم.



المشاركة الخامسة .. فى 1995م :

خاضت الجماعة انتخابات 1995م تحت نفس الشعار (الإسلام هو الحل)، وهي الانتخابات التي أُجريت بنظام الفردي أيضًا، إلا أن هذا لم يمنع استمرار التحالف الإسلامي بين الجماعة وحزب العمل، وقد خاضت الجماعة هذه الانتخابات بمائة وخمسين مرشحًا في ظل ظروف سياسية وأمنية غاية في القسوة تمثلت في تحويل 82 من قيادات الإخوان إلى القضاء العسكري وتمَّ محاكمتهم عسكريًّا في 23/11/1995م بعد حملة اعتقالات دامت عدة أشهر في الفترة من يناير إلى أكتوبر 1995م، وقضت المحكمة بسجن 54 منهم بأحكام تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات في محاولة من الحكومة لإجهاض عملية إقدام الإخوان على خوض الانتخابات البرلمانية لعام 1995م، والتي كانت أسوأ انتخابات شهدتها مصر، ولم ينجح من مرشحي الإخوان والتحالف سوى نائب واحد ..
وقد شهد مجلس 1995م أكثر من 915 طعنًا في صحة عضوية نوابه، وقد أكمل مجلس95 دورته، وأطلق عليه المراقبون وصف "مجلس سيء السمعة".. نسبة للقوانين سيئة السمعة التي أقرها، حتى صدر الحكم التاريخي للمحكمة الدستورية في يوليو 2000م ببطلانه لعدم الإشراف القضائي على الانتخابات التي أجريت في 1995م .



المشاركة السابعة .. فى انتخابات 2000م :

كانت انتخابات 2000 هى الأولى التي تجري في ظل إشراف قضائي، إلا أن هذا لم يمنع الحكومة المصرية من ممارسة كافة أشكال الضغط وممارسة كل أنواع البلطجة على مرشحي الإخوان حتى لا ينجح أحد منهم، ورغم هذه الضغوط التي لم يتعرض لها سوى مرشحي الإخوان استطاعت الجماعة أن تفوز بسبعة عشر مقعدًا فى البرلمان.


 المشاركة الثامنة .. فى انتخابات 2005م :

الاخوان هم المعارضة و الحزب الوطنى يفقد شعبيته جماهيرياً ... مع حالة "الحراك السياسي" الذي عمَّ كل مصر، وخروج مظاهرات الإصلاح عام 2005، وتعديل المادة 76 الدستور بما يسمح بانتخابات رئاسية تعددية في مصر لأول مرة، رغم فقدان التعديل لجدواه وتفريغه من مضمونه بوضع شروط تعجيزية للمرشحين للرئاسة، فقد ظهر الإخوان بقوة في الشارع المصري، وأعلنوا مشاركتهم في انتخابات 2005، تحت شعار "مشاركة لا مغالبة"، فلم يدفعوا بنسبة كبيرة من مرشحيهم في الانتخابات، حيث حرصوا على ترشيح 150 عضوًا فقط بنسبة ثلث أعضاء البرلمان تقريبًا..حينها فازوا بنسبة  161 من 5400 مرشح و هو مالم تفعله أى معارضة أخرى فى مصر.



المشاركة التاسعة .. انتخابات 2010م :

تعجب الكثيرين في مصر إزاء تمسك الجماعة بالمشاركة في انتخابات 2010 ورغبتها في الحفاظ على درجة من التمثيل البرلماني، على الرغم مما تعرضت له من قمع منظم منذ 2005 واعتمدت على الحضور المجتمعي القوي للعديد من مرشحيها في دوائرهم الانتخابية وعلى التصويت الاحتجاجي ضد مرشحي الحزب الوطني للفوز بما يقرب من خمس مقاعد مجلس الشعب 88 مقعد ..
و فى برلمان 2010 انقسمت المعارضة بين مؤيد لدخول البرلمان و مقاطعاً له .. فمن المقاطعة كان الغد والجبهة الديموقراطية و من المشاركة كان الوفد والتجمع والإخوان و كلاهما لعب دوراً فى الوقوف أمام طغيان النظام البائد سواءاً بمواجهته من الداخل أو مقاطعته سياسياً من الخارج .

وحتى وقت كتابة مقالى هذا لم تظهر نتيجة انتخابات برلمان الثورة 2011 و الذى شاركت فيه جماعة الاخوان المسلمون رسمياً بحزبها الحرية و العدالة الذى أسسته ليضم أعضاء الجماعة و غيرهم من كل مصرى يتفق مع فكرهم الاسلامى المعتدل ..




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق